حارة
المغاربة ،أو حي المغاربة، كانت حارة في
جنوب شرق البلدة القديمة لمدينة القدس،
بجوار حائط البراق، أي حائط المبكى. في 6
يونيو 1967, خلال حرب الأيام الستة، احتل
الجيش الإسرائيلي الجزء الشرقي من مدينة
القدس الذي كان في ذلك الحين تحت الإدارة
الأردنية. عند نهاية الحرب (في ال10 أو
ال11 من يونيو) دمرت إسرائيل حارة
المغاربة، التي شملت 135 مبنى
كان
هذا الحي رمزا لتعلق المغاربة بالقدس,
فمنذ السنوات الأولى لاعتناقهم الإسلام,
كان جُلُّهم يمر بالشام بعد إتمام فريضة
الحج حتى ينعم برؤِية مسرى الرسول و يحقق
الأجر في الرحلة إلى المساجد
الثلاثة(المسجد الحرام و المسجد النبوي و
المسجد الأقصى). كان المغاربة يقصدونه
كذلك طلبا للعلم, كما أن الكثير من أعلام
المغرب أقاموا هناك لبضع سنوات, كأمثال
الشيخ سيدي صالح حرازم المتوفي بفاس أواسط
القرن السادس و الشيخ المقري التلمساني
صاحب كتاب "نفح الطيب".
لم تكن فريضتي الحج و طلب العلم هما
الدافعان الوحيدان لتواجد المغاربة في تلك
البقعة , بل كان هنالك دافع ثالث لا يقل
أهمية و هو المشاركة في الحرب خلا ل
الحروب الصليببية. فقد تطوع المغاربة في
جيوش نور الدين وأبلوا بلاءاً حسناً, و
بقوا على العهد زمن صلاح الدين الأيوبي
إلى أن تحررت المدينة من قبضة الصليبيين.
بعد الفتح, اعتاد المغاربة أن يجاوروا قرب
الزاوية الجنوبية الغربية لحائط الحرم
أقرب مكان من المسجد الأقصى. وعِرفَاناً
منه, وَقَفَ الملك الأفضل ابن صلاح الدين
الأيوبي هذه البقعة على المغاربة سنة 1193
(583 ه) و هي نفس السنة التي توفي فيها
صلاح الدين بعد خمس سنوات من فتحه
المدينة. سُمي الحي منذ ذلك الحين باسم
حارة أو حي المغاربة, وكان يضم بالإضافة
إلى المنازل عديداً من المرافق, أهمها
المدرسة الأفضلية التي بناها الملك الأفضل
و سميت باسمه.
عمل الكثير من المغاربة بعد ذلك على صيانة
هذا الوقف و تنميته, باقتناء العقارات
المجاورة له وحبسها صدقاتٍ جارية. من أشهر
هؤلاء, نذكر العالم أبا مدين شعيب تلميذ
الشيخ سيدي صالح حرازم ودفين تلمسان (594
هـ) الذي حبس مكانين كانا تحت تصرفه,
احدهما قرية تسمى عين كارم بضواحي القدس
والآخرُ إيوانٌ يقع داخل المدينة العتيقة
و يحده شرقا حائط البراق. ظلت جميع تلك
الأوقاف محفوظة عبر السنين, وظلت الدُّول
المتعاقبة على الحكم تحترمها خاصة أيام
الدولة العثمانية وكذلك أيام الانتداب
البريطاني.
في المرحلة النهائية من المعارك في القدس
في غضون حرب يونيو 1967 احتل الجيش
الإسرائيلي حي المغاربة مع باقي حارات
القدس التي خضعت للسلطة الأردنية، وفي 10
يونيو 1967 أمرت السلطات الإسرائيلية
بإخلاء سكان الحارة وتدميرها لتُسويه
بالأرض ولتقيم مكانه ساحة عمومية قبالة
حائط البراق لرؤية التهديدات من مسافة
كافية. تم التدمير خلال ساعات قليلة وشمل
138 بناية من بينها جامع البراق وجامع
المغاربة وكذلك المدرسة الأفضلية، الزاوية
الفخرية ومقام الشيخ.
ثانيا:- حارة شرف
حارة
شرف منطقة سكنية قديمة في القدس كانت
تملكها عائلة عربية تدعى عائلة شرف، وفي
أثناء الانتداب البريطاني استأجر اليهود
معظم الحارة وتملكوا حوالي 4% منها. وقد
هدمت هذه الحارة خلال حرب 1948 بين العرب
واليهود، وخرج منها جميع السكان اليهود.
بقيت على حالها خلال العهد الأردني،
وعندما احتل الإسرائيليون القدس في عام
1967 ادعوا أنهم يملكون هذه الحارة. وفي
عام 1970 قام فريق برئاسة الباحث التوراتي
نهمان أفيجاد
بعمل حفريات استكشافية فيها حتى وصلوا إلى
الطبقة الصخرية الأصلية، لكنهم لم يجدوا
هناك سوى بقايا من جدار عريض من الحجارة
يبلغ عرضه 23 قدما وارتفاعه حوالي 10
أقدام، ومع انهم لم يجدوا أية آثار
إسرائيلية في المنطقة فقد ادعوا دون دليل
أن الملك حزقيا
هو الذي بناه وأطلقوا عليه اسم جدار
حزقيا.