وسميت
السورة الكريمة ((سورة الاسراء ))نسبة الى
معجزة الاسراء التي خص الله تعالى بها
الرسول عليه الصلاة والسلام .
ابتدأت
السورة بتسبيح الله تعالى وانتهت بحمده
واشتملت على موضوعات كثيرة معظمها في مجال
العقيدة وبعضها تتحدث عن قواعد السلوك
الفردي والجماعي وادابه القائمة على
العقيدة وتحدثت عن افساد بني اسرائيل في
الارض
وتناولت طرفاً من قصة أدم وابليس وتكريم
الله للانسان.
وسأشرح بعض
من اياتها التي تتعلق بمعجزة الاسراء
والمعراج .
ابتدأت هذه الاية الكريمة بلفظ ((سبحان))
وهو اسم للتسبيح ومعناه تنزيه الله تعالى
من كل سوء ونقص وهو خاص به سبحانه دون
غيره والاية اشارة واضحة وصريحة الى حادثة
الاسراء بالرسول من المسجد الحرام في مكة
المكرمة الى المسجد الاقصى في بيت المقدس
في جزء من الليل.
وكان الاسراء بالروح والجسد يقظة لا مناما
ولا غرابة في ذلك لان الاسراء اسند الى
قدرة الله تعالى الذي لا يعجزه شيء ولهذا
قال تعالى:- ((سُبْحَانَ
الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ )) .
كما وصف الله تعالى المسجد الاقصى ((الَّذِي
بَارَكْنَا حَوْلَهُ )) فالله بارك
في المسجد الاقصى في انه مهبط الانبياء
والملائكة الاطهار,وضاعف اجر الصلاة فيه
على غيره من المساجد سوى المسجد الحرام
والمسجد النبوي.
وجاءت رحلة الاسراء,تكريما للرسول صلى
الله عليه وسلم وبيانا لمنزلته ومكانته
وتاييدآله, ودليلا على صدقه,وليرى من ايات
الله العجيبة العظيمة, ويطلع على ملكوت
السموات والارض فقد راى (صلى الله عليه
وسلم ) في معراجه الجنة والنار وسدرة
المنتهى والملائكة والانبياء وغير ذلك من
العجائب والايات الدالة على قدرة الله
تعالى.
وقد بينت هذه الرحلة ان اصل الرسالات
السماوية واحد ,من لدن آدم عليه السلام
الى محمد خاتم النبيين والمرسلين (عليهم
السلام) فقد ورد ان الرسول (صلى الله عليه
وسلم ) صلى باخوانه الانبياء اماماليلة
الاسراء.
وقد ربطت حادثة الاسراء بين المسجد الحرام
والمسجد الاقصى ربطا عقائديا بحيث اصبح
المسجد الاقصى جزءا من عقيدة كل مسلم.